صحافة كتلونيا ومدريد …فن الصيد في الماء العكر
صحف الماركا والآس والإلموندو وسبورت
لم تكد صحيفة إلموندو ديبورتيفو الكتلونية تكشف عن وجود مشكلة في عقد نيمار وتفاصيله المالية حتى تلقفت صحافة مدريد بشقيها الماركا والآس الموضوع وأشبعته تمحيصاً وتحليلاً فيما يبدو أنه سعي للوصول إلى الحقيقة ولكن هل هذا هو كل ما في الأمر …
قصة نيمار هي في النهاية سبق صحفي وحدث جلل لابد أن يتوقف عنده الإعلام خاصة أن الحديث هنا عن ملايين اليوروهات وفي النهاية أدت القضية إلى استقالة رئيس النادي ساندرو روسيل، لكن أسلوب تعاطي صحافة مدريد “خاصة الماركا “مع الموضوع فاق كل حدود البحث عن الحقيقة …ففي أوج القصة كانت معظم العناوين عن صفقة نيمار مع متابعة دقيقة بدقيقة ، وعندما استقال روسيل كانت التغطية في أوجها وبقيت صورة روسيل على المواقع الإلكترونية للماركا والآس لفترات طويلة بشكل أوحى بطريقة أو بأخرى بنوع من التشفي بالحالة الصعبة التي تمر بها إدارة الفريق الكتلوني والتي طالما افتخر بها أعضاء نادي برشلونة لانسجامها ….وقصة نيمار ليست الوحيدة فلطالما رأينا أخباراً عن قرب خروج ميسي من الفريق أو أي نجم آخر في الفريق كنوع من السبق الصحفي من جهة وزعزعة الاستقرار من جهة أخرى.
ما قيل عن صحافة مدريد وحبها للصيد في الماء العكر مع الغريم الكتلوني ينطبق نفسه على صحافة كتلونيا التي تنتظر خبراً أو شبه خبر عن مشكلة أو إشكال داخل البيت المدريدي لتطلق النيران عليه وتصب الزيت على النار ، تماماً كما فعلت في قضية تسريب صديقة كاسياس سارة كاربونيرو لبعض الاسرار من داخل البيت المدريدي الأمر الذي أفضى إلى حرب مع جوزيه مورينيو …وأيضاً رأينا فيها العديد من الأخبار عن يأس رونالدو ورغبته في الرحيل “خاصة عندما أعلن حزنه في العام الفائت” فيما يمكن اعتباره جزءاً من النزاع المرير الذي يخوضه عملاقا أسبانيا ضد بعضهما …وهو كما يعرف الجميع نزاع سياسي في المقام الأول قائم على رغبة كتلونيا في الانفصال عن الدولة المركزية في اسبانيا وهو الأمر الذي لا تقبله مدريد ولا بأي شكل .
لكن في النهاية ورغم سوداوية الصورة لا يسعنا إلا أن نشيد بأمر …أن أياً من الصحف السابقة الذكر لم يقم يوماً بتغييب أي خبر يخص الجهة التي يميل لها ….فقصة نيمار بدأت من الإلموندو وقصة سارة كاربونيرو وتسريبها للأسرار بدأت من الماركا، أي أن العمل الصحفي المهني موجود …لكنه مشوب بالعواطف، العواطف التي تبلغ ذروتها في مواجهات الكلاسيكو وتحوله دائماً من مباراة رياضية إلى حرب مصغرة داخل وخارج الملعب …والأهم من هذا كله أن الحال لن يتغير سيبقى كما هو لأجل غير مسمى ، وهو واقع علينا أن نقبله دائماً
.
.
0 التعليقات: